البلشفية طريق الثورة الفصل الخامس: سنوات الحرب موقف لينين

لعل كتابات لينين عن الحرب هي أكثر كتاباته التي تعرضت لسوء الفهم. لقد وقف لينين في أقصى يسار التيار الأممي طوال الحرب. وقد بدا موقفه بالنسبة للكثيرين في ذلك الوقت، حتى بين صفوف البلاشفة، كما لو أنه موقف مشوب بالتطرف اليساري. أثارت حدة بعض مواقفه الكثير من الجدال، وهي المواقف التي تم تخفيف بعضها في وقت لاحق أو تم التخلي عنها تماما. لقد تسببت تلك الخلافات في أن جعلت تحقيق الوحدة مع العديد من العناصر الأممية الحقيقية مسألة مستحيلة. لكن ذلك كانت له العديد من الأسباب. لقد تفاجأ لينين بانهيار الأممية، وبمجرد أن فهم طبيعة المشكلة، وصل إلى استنتاج مفاده أن هناك ضرورة للقيام بقطيعة جذرية ليس فقط مع الشوفينيين اليمينيين المتطرفين، بل أيضا مع من كانوا يسمون أنفسهم باليساريين (كاوتسكي، هاسي، ليبيدور). واجه الجناح الثوري، المعزول والتائه إلى حد ما في البداية، مهمة صعبة. لم يكن يكفي "القطع مع الاشتراكية الشوفينية" بالكلمات فقط، بل كان من الضروري كسب الجماهير إلى برنامج الأممية الحقيقية. لكنه لم يكن من الممكن الوصول إلى الجماهير. كان عمل الأممين الثوريين في ذلك الوقت يقتصر، في معظم الحالات، على إعادة تثقيف الكوادر داخل حلقات صغيرة، وانتظار حدوث تغير في الوضع.

[Source]

من الصعب أن نتخيل الآن حجم التأثير المدمر والمحبِط للخيانة التي اقترفتها قيادة الأممية الثانية. كان ذلك وضعا جديدا وغير مسبوق تماما. لقد تعرضت طليعة العمال في كل مكان للشلل، وساد الارتباك لفترة من الوقت، إلى أن بدأ الأمميون تدريجيا في إعادة تجميع صفوفهم والقيام بهجوم مضاد. كان على لينين أن يعيد تثقيف الكوادر بمواقف حازمة ضد سموم الاشتراكية الشوفينية. خيانة قادة الأممية الاشتراكية، في غشت 1914، سقطت كالصاعقة من سماء زرقاء صافية. كان تصويت الفريق البرلماني للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني داخل الرايخستاغ لصالح ميزانية الحرب تصرفا غير متوقع إلى درجة أن لينين عندما قرأ الخبر في الجريدة الرسمية للحزب (Vorwärts)، رفض في البداية تصديقه، واعتبر المقال مجرد خبر كاذب صادر عن هيئة أركان الحرب العامة الألمانية. ولم يكن وحده في هذا. قال تروتسكي في مؤتمر زيميروالد: «لقد اعتقدنا أن عدد 04 غشت من Vorwärts تم إنتاجه من قبل هيئة الأركان العامة الألمانية».[1] كما لخص زينوفييف الوضع العام قائلا:

«لقد تقاسم العديد من الاشتراكيين الاحساس بأن هناك شيئا ما فاسد في الدنمارك. لكن علينا أن نعترف بنزاهة أنه لا أحد منا توقع أي شيء قد يشبه ولو من بعيد ما شهدناه في 04 غشت 1914».[2]

وصف أكسلرود ردة فعل المناشفة قائلا: «لطالما كان الحزب الألماني معلمنا. وعندما قرأنا خطاب تصويت الفريق البرلماني الألماني لم نكن نصدق ذلك».[3]

لكن الخبر كان صحيحا. وقد كان الموقف الأكثر إثارة للصدمة هو سلوك القادة الاشتراكيين اليساريين. لم يكن من قبيل الصدفة أن لينين قد سلط أثناء الحرب أشد انتقاداته حدة على من كانوا يسمون باليساريين، وكاوتسكي على وجه الخصوص. قبل الحرب كان كاوتسكي يعتبر على نطاق واسع بأنه زعيم اليسار الأممي. وقد كان لينين يعتبر نفسه "كاوتسكيا أرثوذكسيا". بينما كانت روزا لوكسمبورغ، التي كانت تعرف كاوتسكي أفضل من لينين، أكثر انتقادا له، حيث شعرت أنه من وراء كل كتابته "الماركسية" المنمقة يكمن بيروقراطي توفيقي جبان. وقد تمكن لينين لاحقا من استيعاب صحة تحذيرات روزا، حيث قال:

«لقد كانت روزا لوكسمبورغ محقة عندما كتبت، منذ زمن بعيد، أن كاوتسكي يمتلك "خضوع المنظر"، وخنوعه، أو بلغة أكثر اعتدالا موقفا عبوديا تجاه أغلبية الحزب، تجاه الانتهازية».[4]

أراد كاوتسكي وأتباعه أن يقنعوا العمال بأن المنظمة الأممية لا تستطيع أن تعمل في ظل ظروف الحرب، لكنه سيعاد إحياءها مرة أخرى بعد استعادة السلام. كان هذا الموقف أشبه بمظلة مليئة بالثقوب، أي أنها عديمة الفائدة على وجه التحديد عندما تمطر السماء! لم يدخر لينين أي مجهود لفضح دور "اليساريين" وتكوين رفاقه على أساس استحالة أي مصالحة مع المسؤولين عن أكبر خيانة في تاريخ الطبقة العاملة. لقد كان وقت المجاملات والصيغ الدبلوماسية قد انتهى، وصار من الضروري تسمية الأشياء باسمها الحقيقي!

لينين الذي كان يشعر بالعزلة الشديدة، صار يبحث بفارغ الصبر عمن يشاركه الموقف. وكما حدث له أكثر من مرة في سياق حياته السياسية، وجه أنظاره نحو رفيقه القديم مارتوف.

«كان إيليتش كثيرا ما يصرح في محادثاته الخاصة أنه سيكون من الجيد لو التحق بنا مارتوف. لكنه كان يشكك في قدرة مارتوف على أن يلتزم بموقفه الحالي لفترة طويلة. لقد كان يعرف أن مارتوف سريع الاستسلام للتأثيرات الخارجية. وأضاف إيليتش: "إنه يكتب مثل هذا عندما يكون وحيدا"».[5]

لكن تجربة لينين الطويلة والمريرة مع تذبذبات مارتوف علمته أن يكون حذرا. وفي رسالة بعثها إلى شليابنيكوف، رحب لينين بموقف مارتوف ضد الاشتراكية الشوفينية، لكنه فتح على الفور المجال لشكوكه حول الرجل الذي كان يعرفه جيدا: «يتصرف مارتوف أكثر من الجميع مثل غولوس. لكن هل سيتمسك (مارتوف) بموقفه؟ أنا لا أعتقد ذلك». وقد أكدت الأيام أسوء مخاوفه في هذا الشأن.

كانت لدى لينين رؤية واضحة لما يجب القيام به. كانت الأممية الثانية قد ماتت، وكانت كل الجهود لإعادة إنعاشها بدون جدوى. كان من الضروري بناء أممية جديدة. كانت الرسالة جريئة مثلما هي بسيطة. لكن تحويل مثل هذا المشروع إلى واقع لم يكن بهذه البساطة. كان ملايين العمال من البلدان المتحاربة ما زالوا أعضاء في المنظمات القديمة، وكان الوصول إليهم، خاصة في ظل ظروف الحرب، يبدو مهمة مستحيلة، لكن عندما نأخذ بعين الاعتبار أن مجموعة لينين كانت قد تقلصت إلى حفنة صغيرة من الأعضاء، بدون أجهزة ولا مال ولا تأثير يذكر على الأحداث في روسيا أو في أي مكان آخر، فإن المهمة تبدو وكأنها مجرد جنون. لا عجب في أنه حتى الناس القريبين جدا من لينين سياسيا كانوا مترددين في قبول كل تداعيات موقفه. ولا عجب في أنه وجد صعوبات جدية في إقناع حتى قادة حزبه. لكن لينين لم يتردد ولو للحظة. لم يكن لينين منظرا عظيما فقط، ولا صاحب منظور واسع فحسب، بل كان كذلك شجاعا جدا -ليس من ذلك النوع الذي يتألق لفترة مؤقتة ثم يختفي- كان شديد التصميم والعناد والحزم لاستخلاص كل الاستنتاجات الضرورية ورؤية الأشياء حتى نهايتها. وقد اتضحت هذه الصفات بشكل كبير خلال مرحلة الاختبار تلك، كما يمكننا أن نرى من خلال الفقرة التالية:

«هذه مهمة أممية، وتقع على كاهلنا، لا يوجد أحد آخر غيرنا للقيام بها. يجب علينا ألا نتراجع عنها. من الخطأ رفع شعار إعادة بناء الأممية "البسيط" (لأن خطر الوقوع في حل توفيقي فاسد متوافق مع خط كاوتسكي- فاندرفيلد هو احتمال كبير جدا!). إن شعار "السلام" خاطئ: يجب أن يكون الشعار هو تحويل الحرب القومية إلى حرب أهلية. (قد يكون هذا التحويل عملا طويلا، قد يتطلب وسيتطلب توفر عدد من الشروط المسبقة، لكن يجب أن يتم كل العمل في اتجاه هذا التحول بالتحديد، بتلك الروح وعلى ذلك الخط) لا عمليات تخريب ضد الحرب ولا أعمال فردية معزولة، بل الدعاية الجماهيرية (ليس فقط بين "المدنيين") في اتجاه تحويل الحرب إلى حرب أهلية».[6]

يا له من تناقض هائل بين هذا الموقف وبين تردد وشكوك مارتوف، الشبيه بهاملت. «[المهمة] تقع على كاهلنا، لا يوجد أحد آخر غيرنا للقيام بها. يجب علينا ألا نتراجع عنها». نجد في هذه العبارات القليلة جوهر لينين الانسان والمناضل الذي بمجرد اقتناعه بصحة موقف معين لا يبقى بالنسبة له أي مجال للنظر إلى الوراء.

كانت توجد العديد من المشاكل هنا أيضا. فمعظم القوى الشابة وغير الناضجة التي شكلت يسار زيمروالد لم تفهم حقا ماذا كان يقصده لينين، وبالتالي فقد كانت المهمة الأولى إذن هي التأكيد على المبادئ الأساسية. لطالما احتوت طريقة لينين على شيء من المبالغة الجدالية. كان دائما ما يركز على نقطة معينة، بل ويبالغ في التأكيد عليها (كما فعل في عام 1902 ، عندما ذكر، مخطئا، أن الطبقة العاملة لا يمكنها، إذا ما تركت لنفسها، أن تحقق سوى الوعي "النقابي الخبزي") وذلك لكي يصدم الناس ويجعلهم يفهمون وجهة نظره. إن الحرب تدمر بلا رحمة كل الحيل والأكاذيب وتجبر الرجال والنساء على مواجهة الحقيقة. لقد اتخذ هجوم لينين الشرس على القادة القدامى، على الانتهازية والشوفينية، شكلا متطرفا لأنه كان مصمماً على ألا يترك لهم ولو ثغرة صغيرة ليعودوا منها بعد الحرب. ولكي يرسخ هذه الفكرة في وعي الكوادر لم يتردد لينين في استخدام اللغة الأكثر حدة وتطرفا. صحيح أن ذلك أدى إلى خلق بعض الصعوبات، لكن لينين اعتبر أن ذلك ضروري للغاية من أجل إعادة تثقيف الطليعة البروليتارية وإعدادها للمهام العملاقة التي تنتظرها. كان هدف لينين من بيان "الحرب والاشتراكية الروسية" هو تثقيف أعضاء حزبه الذين كانوا يعانون من بعض التذبذب، كما هو متوقع في ظل تلك الظروف. لم تصل أطروحات لينين عن الحرب إلى بيترسبورغ إلا في شتنبر، لكنها لم تستقبل بالكثير من الحماس. يقول شليابنيكوف إن موقف الانهزامية الثورية الذي دعا إليه لينين استقبل بنوع من "لحيرة". ووفقا لجهاز الأوخرانا بموسكو: «لقد فاجأت الحرب "اللينينيين" واستمروا كذلك لمدة طويلة... لم يتمكنوا من الاتفاق على الموقف الذي ينبغي لهم اتخاذه من الحرب...».[7]

إن تلك التذبذبات التي ظهرت حتى بين صفوف القيادات البلشفية حول المسألة الهامة التي هي الموقف من الحرب، تفسر لنا لماذا تبنى لينين شعارات جعلتهم معرضين للاتهام بالتطرف اليساري مثل: "تحويل الحرب الإمبريالية إلى حرب أهلية"، وأن "هزيمة روسيا هي أهون الشرين". لقد انتقد تروتسكي شعار لينين: "تحويل الحرب الإمبريالية إلى حرب أهلية"، لأنه رأى أن ذلك الشعار لا يمكنه أن يوفر أساسا للقيام بحملة واسعة ضد الحرب يمكن أن تجد صدى بين الجماهير، وكان يعمل على خلق أرضية يمكنها أن توحد كل الاشتراكيين الأممين الحقيقيين. ليس هناك من شك في أن تروتسكي كان لديه حق، إذ أن مثل تلك الشعارات لم تكن أبدا لتجد لها صدى بين الجماهير، على الأقل بذلك الشكل الذي طرحت به وفي تلك المرحلة. لقد وصف لينين موقف تروتسكي بأنه "وسطي"، بل وحتى "كاوتسكي". كان هذا غير صحيح نهائيا، إذ أن تروتسكي حافظ طوال الحرب، مثله مثل لينين، على موقف أممي حازم. وقد كان موقفه من الحرب مشابها لموقف لينين في كل شيء من حيث الجوهر. إلا أنه بفضل جريدته اليومية ناش سلوفو (كلمتنا)، التي كان يصدرها من باريس، كان بإمكانه أن يتواصل مع جمهور أوسع مما كان بإمكان لينين. كان ذلك جزئيا هو ما جعله يستعمل لغة مختلفة، حيث أكد على ضرورة خوض النضال الثوري ضد الحرب بعبارات مختلفة يمكنها أن تحدث صدى بين العمال الأكثر وعيا على الأقل، والذين كانوا قد بدأوا في البحث عن بديل يساري.

خلال الحرب العالمية الأولى كان لينين معزولا بشكل تام عن الجماهير. والشعارات التي تقدم بها في ذلك الوقت لم تكن موجهة للجماهير، لقد كان لينين يكتب للكوادر. إن عدم فهم هذه الحقيقة يمكنه أن يؤدي إلى السقوط في أخطاء فادحة. وعلاوة على ذلك فإن الطريقة التي صاغ بها لينين شعار الانهزامية تركت الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى توضيح. لم تكن تلك هي المرة الأولى، كما سبق لنا أن رأينا، التي قام فيها لينين بالمبالغة في صياغة موقف معين من أجل جعله مفهوما من طرف رفاقه. لكنها أدت إلى ارتباك لا نهاية له عند هؤلاء الأشخاص الذين قرأوا بضعة أسطر من كتابات لينين دون أن يفهموا منهجه. من الضروري أن نفهم الظروف الملموسة التي كتبت خلالها تلك الأعمال ومن كانت تستهدفهم. لقد فوجئ لينين بالمد الكاسح للنزعة الشوفينية التي بدت وكأنها تكتسح كل شيء أمامها. كان بعيدا عن روسيا وكان قلقا جدا من احتمال التذبذب بين أنصاره في الموقف من مسألة الحرب والأممية. لذا كان من الضروري إعادة التأكيد على المبادئ الأساسية. كانت الرهانات هامة جدا؛ كانت القضايا المطروحة على المحك هي مصير الثورة، ليس فقط في روسيا بل الثورة العالمية كذلك. ولهذا السبب لم يكن هناك أي مجال للدبلوماسية والغموض. تقول كروبسكايا:

«لقد قام إيليتش متعمدا بطرح القضية بحدة كبيرة من أجل أن يوضح بشكل كامل الموقف الذي يتوجب اتخاذه. كان الصراع مع أنصار الدفاع عن الوطن حامي الوطيس. لم يكن الصراع شأنا داخليا للحزب يتعلق بالأمور الروسية وحدها، بل كان شأنا أمميا».[8]

جزء من المشكلة هو أن شعار لينين، الذي يهدف إلى تثقيف الكوادر بروح النضال الثوري الحازم ضد كل أنواع الشوفينية، كان يقدم بشكل متكرر في صورة كاريكاتيرية من قبل أنصاره. وكمثال على ذلك فقد نشر زينوفييف مقالا له في جريدة سوتسيال ديموكرات (عدد 38)، عرض فيه ذلك الموقف بطريقة فظة ومبتذلة، حيث قال: «نعم نحن نريد هزيمة "روسيا"، لأن ذلك سيسهل انتصار روسيا ويحررها، ويخلصها من قيود النظام القيصري»[9]. وكالعادة فقد تعرضت وجهة نظر لينين إلى التشويه على يد أنصاره، الذين أخذوا كلماته (التي كانت في الواقع مجرد مبالغة جدالية) وقلبوها رأسا على عقب. لقد كانت الفكرة القائلة بأن الهزيمة العسكرية للنظام القيصري من شأنها تسريع سيرورة الثورة في روسيا صحيحة بشكل كامل وقد أكدتها الأحداث. لكن الوقوف أمام الجماهير في روسيا والقول لها بأن الثوريين يؤيدون انتصار القيصر الألماني على روسيا سيكون موقفا انتحاريا. في واقع الأمر كان من الممكن أن يتحول ذلك إلى نزعة دفاعية بشكل مقلوب، وكان من شأنه أن يعرض البلاشفة لاتهامهم بأنهم عملاء للألمان (وهو الاتهام الذي استخدمته الحكومة المؤقتة ضدهم فيما بعد).

هوامش:

1: Lenin’s Struggle for a Revolutionary International, p. 293.

2: Lenin’s Struggle for a Revolutionary International, p. 104.

3: Lenin’s Struggle for a Revolutionary International, p. 293.

4: LCW, To A.G. Shlyapnikov, 27/10/1914, vol. 35, pp. 167-68.

5: N.K. Krupskaya, Reminiscences of Lenin, pp. 288-89.

6: LCW, To A.G. Shlyapnikov, 17/10/1914, vol. 35, p. 161 footnote and p. 162.

7: L. Trotsky, Stalin, p. 168.

8: N.K. Krupskaya, Reminiscences of Lenin, p. 290.

9: Lenin’s Struggle for a Revolutionary International, p. 273.

عنوان النص بالإنجليزية:

Bolshevism: The Road to Revolution