الحرب في أوسيتيا الجنوبية، الفدرالية الاشتراكية لمنطقة القوقاز هي الحل الوحيد

Arabic translation of War in South Ossetia – a Socialist Federation of the Caucasus is the only way out (August 15, 2008)

بعد عدة سنوات من حرب القناصة والحشود العسكرية على كلا الجانبين، اندلعت الحرب في أوسيتيا الجنوبية، ليلة الخميس 08 غشت، عندما أمر الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفييلي قواته باجتياح الجمهورية المستقلة والقصف الإجرامي لعاصمتها تسخينفالي. وحسب مصادر روسية رسمية، فإن أزيد من 1600 مدني إضافة إلى العديد من الجنود الروس من قوات حفظ السلام لقوا مصرعهم في المواجهات قبل قيام القوات الروسية باستعادة السيطرة على الجمهورية. تخلى آلاف اللاجئين عن كل ما يمتلكونه وفروا نحو أوسيتيا الشمالية في روسيا وطلبوا من الروس أن يأتوا لنجدتهم.

هذا هو المبرر الذي كان الكريملين يبحث عنه من أجل تصفية الحساب في المنطقة وإعادة تأكيد دوره كقوة إقليمية. ليس هناك من فرصة أكثر ملائمة من هذه، حيث الإمبريالية الأمريكية غارقة في العراق وأفغانستان وعاجزة تماما عن فتح جبهة جديدة في القوقاز.

بالنظر إلى السرعة التي رد بها الروس (تحركوا بعد ساعات قليلة على الهجوم الجورجي) يصبح من الواضح أن واضعي الإستراتيجية الروس كانوا يتوقعون الهجوم وأن القوات المسلحة وضعت على الحدود مع أوسيتيا الجنوبية في حالة تأهب على استعداد للرد.

الحرب في أوسيتيا الجنوبية

بالرغم من المواجهات العنيفة فقد أبانت القوات الجورجية عن عجزها عن السيطرة على عاصمة أوسيتيا الجنوبية تسخينفالي وأجبروا على التراجع. لقد سحق الهجوم المضاد الروسي القوات الجورجية وتمكن من استعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية في غضون أقل من 48 ساعة. ويوم الاثنين اقتحمت الدبابات والقوات الروسية الأراضي الجورجية نحو مدينة غوري (وأغلقت العاصمة تبليسي)، لكي يظهروا أنهم قادرون بسهولة على السيطرة على المراكز الإستراتيجية، كما عملوا على قصف البنيات التحتية العسكرية الرئيسية وأغلقوا المنافذ الجورجية نحو أبخازيا، الجمهورية المستقلة الأخرى التي تسعى جورجيا إلى بسط السيطرة عليها، والموانئ المتواجدة في البحر الأسود.

جاء الهجوم المضاد مصاحبا بقصف كثيف دمر مركز غوري، وأدى إلى مقتل عشرات المدنيين والمصور الهولندي. أحداث مماثلة لهذا شهدتها أوسيتيا الجنوبية، حيث نقلت وسائل الإعلام الدولية فرار آلاف المدنيين الجورجيين من ديارهم خوفا من الهجوم المضاد الروسي.

التدخل الإمبريالي هو سبب الحرب

بالرغم مما تدعيه الحكومتان الروسية والجورجية، فليس لهذه الحرب أي طابع تقدمي من كلا الجانبين. إن الكابوس الحالي المتمثل في الحرب وانتعاش النزعات القومية في منطقة القوقاز نتيجة للتدخل الإمبريالي، إلا أنه ناتج أيضا عن النزعة الشوفينية القومية عند بيروقراطية الاتحاد السوفييتي السابق، التي كانت مستمدة من الشوفينية الروسية القديمة، والتي أدت إلى اندلاع الحركات الشوفينية الإقليمية والقومية ضد موسكو. كانت هذه النزعات الانفصالية عاملا في تفكك الاتحاد السوفييتي، كما كان الحال في يوغسلافيا السابقة، وقادت إلى اندلاع حروب أهلية دموية في العديد من الجمهوريات السابقة. ولا تزال هذه المواجهات لحد يومنا هذا سلسلة من الجروح الملتهبة، التي لم تندمل والتي يمكنها أن تنفجر في أي وقت.

وقد استثمرت كل من الإمبريالية الأمريكية والروسية هذه المواجهات بطريقة إجرامية في إطار صراعهما من أجل مواقع النفوذ ومصالحهما الإستراتيجية، حيث جعلت الإمبريالية الأمريكية من جورجيا حصنا ضد روسيا جنوب القوقاز. روسيا بدورها تستخدم أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كبيدقين في صراعها من أجل إعادة رسم مواقع النفوذ، المرتبطة بالأهمية الإستراتيجية لجورجيا باعتبارها ممرا لأنابيب نفط قزوين، وربما الغاز أيضا في المستقبل، نحو الغرب.

شرح آلان وودز هذا المسلسل بشكل واضح في مقاله Georgia's "peaceful revolution" heralds new conflicts, المنشور على صفحات موقع الدفاع عن الماركسية [www.marxist.com] خلال شهر نوفمبر 2003، أثناء صعود ساكاشفيلي إلى السلطة، قائلا:

« مع تقديم الرئيس الجورجي تشفرنادزه، صعدت معارضة راديكالية موالية لأمريكا إلى السلطة في تبليسي. يشكل هذا جزءا من الاتجاه العام لواشنطن نحو زيادة نفوذها في القوقاز، لكنها سوف تدق نواقيس الخطر في ردهات الكريملين. سوف لن يقف الروس مكتوفي الأيدي وهم يرون بلدا هاما على حدودهم الجنوبية ينتقل مباشرة إلى معسكر الإمبريالية الأمريكية.

« سوف تمهد هذه الأحداث الطريق بالتأكيد لمزيد من المواجهات والتفكك لجورجيا. سوف يشدد الروس الخناق على جورجيا. وما يسمى بالمناطق المستقلة والقادة السياسيون الموالون لموسكو سيكونون جد سعداء للدخول في صراع مع القيادة الجديدة في تبليسي. وبما أن كلا الجانبين لا يتمتعان بدعم الأغلبية فإنه من المرجح أن تسود الفوضى والعنف، والمزيد من الاضطرابات والحروب والدماء والبؤس عبر هذه المنطقة الجميلة، لكن الحزينة، وتخريب مخططات الولايات المتحدة لضخ نفط قزوين نحو الغرب.

« كانت نينو بوردزهندزه تلقي أول خطاب متلفز لها بعد استقالة إدوارد تشفرنادزه، حيث قالت: "لقد تمكنا من التغلب على أسوء أزمة في تاريخ جورجيا الحديث دون إراقة ولو قطرة دم واحدة". لكن من السابق لأوانه قول ذالك. فمؤامرات الإمبرياليين ستتسبب في إراقة الكثير من الدماء قبل أن تتم تسوية الأزمة بهذه الطريقة أو تلك. والقادة الجدد ينظرون بعصبية نحو روسيا. وبعد إعلانها عن توقف حملة العصيان، قالت أنه على البلد أن يعمل على تقوية روابطه مع جيرانه ومع "الدولة الروسية العظمى". لكن الكلمات الجميلة لن ترضي الكريملين. سوف تراقب روسيا عن كثب سياسات وتصرفات الحكومة الجديدة في تبليسي، وتستعد لتضييق الخناق. والنتيجة ستكون هي المزيد من الحروب والفوضى والرعب بدون نهاية.»

وأضاف لاحقا:

« تعامل واشنطن وموسكو الدول القوقازية الصغيرة والضعيفة والمقسمة كمجرد بيادق في لعبة تشكل كل المنطقة فيها رقعة شطرنج كبيرة. تقوم أمريكا بنقلة فترد روسيا والنتيجة هي الحرب والاغتيالات والتفجيرات والانقلابات العسكرية أو "الثورات الدموية". ونحن الآن ننتظر النقلة المقبلة في اللعبة. لسنا نعرف متى ولا أين سترد موسكو، لكننا نعرف شيئا واحدا هو أن الخاسرين هم أبناء الشعب العاديين الفقراء العزل.»

خلال مرحلة الإمبريالية تعتبر البلدان من قبيل جورجيا أو أوسيتيا أصغر من أن تلعب دورا مستقلا. في ظل الرأسمالية لا يعني الاستقلال القومي لهذه البلدان التحرر، بل المزيد من العسكرة والقمع لصالح هذه القوة ضد الأخرى.

لماذا قامت جورجيا بالهجوم؟

بالنسبة للطغمة الحاكمة في جورجيا كان الهجوم على أوسيتيا الجنوبية رهانا محسوبا كانت له نتائج عكسية. فساكاشفيلي نجا بصعوبة خلال شهر دجنبر الماضي من حركة احتجاجات جماهيرية واسعة ضد الفساد. خرج منها منددا بالحركة باعتبارها مؤامرة روسية وأعلن حالة الطوارئ وفي نفس الوقت دعا إلى انتخابات رئاسية في يناير، فاز بها. خلال شهر أبريل قدم الرئيس الروسي بوتين صفقة تمكن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من علاقات متميزة مع الفدرالية الروسية. وقد لوت هذه الخطوة يد ساكاشفيلي. لم يكن في إمكان الرئيس الجورجي أن يبقى مكتوف الأيدي بدون أن يفعل أي شيء بينما التدخل الروسي في القوقاز يتزايد تحت ناظريه دون عوائق.

الشيء الذي كان ساكاشفيلي يراهن عليه هو فكرة انه في مقدور جورجيا أن تقوي موقفها في أوسيتيا الجنوبية، ولو دون احتلالها بشكل دائم وهو الشيء المستحيل، في محاولة لحشد الشعب الجورجي حول أجندته القومية. اعتقدوا أن روسيا وبالرغم من كل الاحتجاجات التي ستطلقها، سوف تبتلع الإهانة، كما فعلت في العلاقة مع كوسوفو، أو مع مسألة امتداد الناتو إلى دول البلطيق، لكنها لن تجرؤ على شن تدخل عسكري مباشر ضد حليف وثيق للإمبريالية الأمريكية مثل جورجيا. لا بد أنهم فكروا بأن هذا هو ما بقيت روسيا تفعله خلال السنوات الأخيرة كلما اصطدمت مصالحها بمصالح الولايات المتحدة!

لكن هناك شيء أكثر من هذا. من جد الصعب أن نتخيل أن ساكاشفيلي شن الهجوم دون موافقة الولايات المتحدة. الحكومة الجورجية شديدة الاعتماد على مساعدة ودعم الولايات المتحدة، ولا بد أن صانعي الإستراتيجية الأمريكية أيدوا رهان ساكاشفيلي، وهو ما شكل خطأ فادحا من جانبهم. لكنهم قاموا بذلك لخدمة أهدافهم الإمبريالية، أي لامتحان رد الفعل الروسي مرة أخرى. لكنهم خسروا الآن الرهان بشكل كارثي، وأمامهم خياران، إما الاعتراف بخطئهم لكونهم لم يأخذوا بعين الاعتبار أن موازين القوى بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة قد تغيرت، أو أن يزعموا بأن الحكومة الجورجية خدعتهم، وأخفت عنهم نواياها. لكن حتى وإن صدقنا أن الجورجيين تحركوا بمبادرة منهم، فكيف تمكن ساكاشفيلي من إخفاء استعداداته العسكرية لشن الهجوم؟ هل يجب علينا أن نصدق أن مصالح الأمن الروسية كانت أكثر اطلاعا على الأوضاع من مئات المستشارين والدبلوماسيين الأمريكيين الذين يملئون تبليسي؟ في كلتا الحالتين ستتعرض مصداقية الإمبريالية الأمريكية للخطر.

تعزيز موقع الإمبريالية الروسية

وفي الجهة المقابلة، لم تعد روسيا نفس ذلك البلد الذي كان قبل عشرة سنوات. لقد تعافت من ضعفها السابق لا سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية وقد بدأت خلال السنوات الأخيرة تسعى إلى كسر إستراتيجية الحصار التي تنظمها الإمبريالية الأمريكية عليها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.

لقد تمكنت الإمبريالية الأمريكية خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة من الاستفادة من عجز روسيا عن نسج علاقات وثيقة وتحالفات مع حلفاء الاتحاد السوفييتي السابقين أو الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا الشرقية والبلطيق. توسع الناتو إلى بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك سنة 1998 ومرة أخرى سنة 2004، وخلال التوسع الثاني ابتلع باقي البلدان التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي في أوروبا الوسطى ودول البلطيق الثلاثة، الشيء الذي اعتبر تهديدا استراتيجيا للنخبة العسكرية الروسية وأقنع الكريملين بضرورة انتهاز أية فرصة من أجل قلب الوضع.

لقد تبين تغير موقف الحكومة الروسية وتزايد قوتها الاقتصادية في السنوات الأخيرة من خلال القرارات الأحادية بقطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا وجمهورية التشيك، لكن روسيا لم تلجأ أبدا إلى استخدام القوة العسكرية قبل يوم 08 غشت. ما الذي حصل؟ علق تقرير استخباري جيوسياسي صدر على صفحات موقع ستراتفور (Stratfor) قائلا:

« لقد تغير الروس بشكل درامي، إلى جانب تغير ميزان القوى في المنطقة. رحبوا بفرصة توضيح الواقع الجديد، بأنه في مقدورهم غزو جورجيا بينما تقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عاجزان عن الرد. وفيما يتعلق بالمخاطر، فإنهم لم يعتبروا الغزو عملية محفوفة بالمخاطر. فمن الناحية العسكرية لم تكن هناك أية مقاومة. ومن الناحية الاقتصادية تعتبر روسيا بلدا يصدر الطاقة بشكل جيد جدا. في الواقع يحتاج الأمريكيون إلى الطاقة الروسية أكثر مما تحتاج روسيا إلى أمريكا. حسابات موسكو كانت هي أن هذا هو الوقت المناسب لتوجيه الضربة. لقد حضر الروس لهذه الضربة منذ شهور... ثم ضربوا»

جورجيا هي الحلقة الأضعف في شبكة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وأفضل طريقة لتبين روسيا للعالم (وللبلدان المجاورة قبل كل شيء) أن الامبريالية الأمريكية لم تعد قادرة على الوفاء بتعهداتها فيما يخص حماية البلدان الضعيفة، التي كانت تابعة في الماضي للاتحاد السوفييتي، من جارها القوي. وكما قال مدير ستراتفور، جورج فريدمان:

« كان الروس يعلمون أن الولايات المتحدة ستعمل على التنديد بالهجوم الذي شنوه. هذا يخدم في الواقع مصالح روسيا. فكلما كان كبار القادة الأمريكيين أكثر صخبا، كلما اتضح أكثر تناقض ذلك مع تقاعسهم عن القيام بأي شيء، ويريد الروس أن يبينوا فكرة أن الضمانات التي تقدمها أمريكا ليست سوى كلام فارغ.»

مفاجئة مرة للإمبريالية الأمريكية

لقد أجبرت الحرب في جورجيا على الاعتراف المفاجئ بحقيقة أن روسيا برزت كقوة إمبريالية إقليمية قوية بما يكفي للمطالبة باسترجاع مجال النفوذ الروسي السابق من بين يد الولايات المتحدة. إن التعليق المتعجرف القائل بأن: « روسيا ليست قوة عظمى إنها ليست سوى السعودية بأشجار»، ذو دلالة كبيرة لأنه أتى من عند دبلوماسي أمريكي مخضرم (روبرت هانتر، السفير السابق للولايات المتحدة لدا الناتو) في تصريح لـ BBC، يوم 13 غشت، إذ يفضح إلى أي حد تفاجأت الولايات المتحدة بهذه التطورات.

ليس جورج بوش أذكى رجل في العالم، لكن فيما يخص جورجيا أجبره مستشارون أذكياء على تبني موقف حذر. ورغم استعماله لخطاب هجومي لمح فيه إلى أنه سيتم طرد روسيا من عالم القرن الواحد والعشرين، عالم الدول المتقدمة إذا ما هم لم يغيروا موقفهم، فإنه لم يستطع التصريح بأية خطوة أو إجراء ملموس، ماعدا الوعد بتقديم الجيش الأمريكي للمساعدات الإنسانية لجورجيا.

يوم الثلاثاء 12 غشت، قام الرئيس الفرنسي ساركوزي، المتزعم الحالي للاتحاد الأوروبي، بزيارة موسكو ثم تبليسي للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق. لكن ما قلناه عن الولايات المتحدة يصدق أيضا وبشكل أكبر على الاتحاد الأوروبي: لا يستطيع الاتحاد الأوروبي فعل الشيء الكثير مع روسيا. لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق إلا إذا ما حققت روسيا على الأرض الأهداف التي تتوخاها من الحرب.

السم الشوفيني

عملت النخبة الحاكمة في روسيا على دفع وسائل الإعلام إلى تأجيج هستيريا الحرب. وقد تم استغلال معاناة شعب أوسيتيا الجنوبية من أجل التلاعب بمشاعر السخط السائدة بين الجماهير وتبرير الهجوم المضاد، لكن الدعاية الحربية مرتبطة بمشاعر استياء عميقة الجذور ضد الإمبريالية الأمريكية بين صفوف الطبقة العاملة الروسية. قادة النقابات والحزب الشيوعي استسلموا للكريملين فيما يخص الحرب، كما يستسلمون له فيما يخص السلام. وبدل أن يعملوا على تبني خط الطبقة العاملة، يقومون بإدخال الإيديولوجية البورجوازية إلى الحركة العمالية والشيوعية. يظهر هذا بجلاء خاص في مسألة الحرب. وبسبب غياب البديل سوف تؤدي هذه السياسة إلى رفع نسبة الدعم الذي يتمتع به بوتين.

لكن النزعة العسكرية نقمة على الشعب الروسي. فالهجوم المضاد على جورجيا مؤشر على أن المطامح الإمبريالية عند الكريملين وجشع الأوليغارشية يمكنهما أن تقودا إلى مغامرات جديدة. هناك عدد كبير من الروس يعيشون في القرم والبلطيق وكازاخستان. أين سيتوقف الدفاع عن المواطنين الروس خارج حدود روسيا؟ والتوقعات الاقتصادية لروسيا ليست واضحة. فالحكومة والرأسماليون يحضرون لموجة من الهجمات على مستوى عيش العمال وحقوقهم السياسية والنقابية. السم الشوفيني هو السلاح الذي تستخدمه الطبقة السائدة الروسية دائما من أجل جعل العمال الروس والكادحين يقبلون بأن يحتل الجيش مركز الاهتمام في حين تتم معاملة الجماهير نفسها كمجرد مواطنين من الدرجة الثانية.

في جورجيا، حيث هناك أصلا آلاف اللاجئين الفارين من حرب أوسيتيا الجنوبية الأولى، 1992-1994، تسود مشاعر غضب هائلة بسبب الهزيمة في أوسيتيا الجنوبية. ويوم الثلاثاء احتشد 150,000 شخص في تبليسي للتعبير عن دعمهم لساكاشفيلي في جو من التضامن القومي الذي تأججه مشاعر السخط ضد الاعتداء الروسي. لكن وبالرغم من الدعم الكبير الذي يتمتع به ساكاشفيلي حاليا فإن مستقبله غير مضمون. فسياسته المبنية على الاعتماد على الغرب من أجل ضرب روسيا قد انتهت بالفشل. وقد عبر العديد من المتظاهرين عن غضبهم من الإمبريالية الأمريكية لكونها لم تسارع إلى نجدتهم.

الحرب الدعائية، سابقة كوسوفو ومسألة حلف الناتو

زعمت الحكومة الروسية أن العمليات العسكرية في أوسيتيا الجنوبية كانت مدفوعة باعتبارات إنسانية. وقد استخدم الكريملين هنا نفس المنطق الذي استخدمه الناتو لتبرير عملياته في يوغسلافيا السابقة. لكن صانعي إستراتيجية الناتو ردوا قائلين: لقد عارضت روسيا حرب الناتو في البلقان، فإذا كانت حجج الناتو خاطئة فيما يخص كوسوفو، لماذا تعتبر حجج الروس أفضل فيما يخص أوسيتيا الجنوبية؟ لكن الرد الروسي هنا كان أكثر قوة من الأكاذيب التي أطلقها الناتو سنة 1999. فأكثر من 90% من الأوسيتيين الجنوبيين هم مواطنون روس، وقوات حفظ السلام الروسية تعرضت لهجوم مباشر. وهو الشيء الذي لا ينطبق مطلقا على الناتو. ومن ثم استخلصت الحكومة الروسية أنها تحركت بشكل مشروع تماما في الدفاع عن أوسيتيا الجنوبية ضد الاعتداء الجورجي. يمكن استخلاص نتيجتين من هذا. الأولى هي أن هزيمة جورجيا نكسة للناتو وللإمبريالية الأمريكية، مما يضعف موقع الناتو في القوقاز. والثانية هي أن العمال والجماهير الشعبية الجورجية، بمن فيهم اللاجئون الذين فروا من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا أثناء المواجهات السابقة، لا يمكنهم أن يعتمدوا على الإمبريالية في صراعهم من أجل حقوقهم. لقد تم استعمالهم جميعهم كبيدق تافه في صراع القوى الإمبريالية. البديل الوحيد هو الصراع الطبقي، بدءا بالصراع ضد الأوليغارشية الروسية والجورجية.

الدفاع عن أوسيتيا الجنوبية

إن قتل المدنيين في أوسيتيا الجنوبية جريمة وعمل رجعي بشكل مطلق. لكن ذلك لا يبرر قتل المدنيين في جورجيا. إذ على العكس سوف يؤدي ذلك في المستقبل إلى إثارة المزيد من عمليات الثأر العرقي والقتل.

يبين التحضير المنهجي للحرب من طرف كل من الجورجيين والروس أن كلا الجانبين يتبعان مصالحهما الخاصة الرجعية. يوم 17 يوليوز شارك 8000 جندي روسي و700 من وحدات المدفعية الثقيلة في تداريب أطلق عليها اسم "قوقاز 2008". شملت التداريب تمارين القتال ضد الإرهابيين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، كما تضمنت استعدادات لإجلاء اللاجئين. وفي يوم 16 يوليوز خاضت القوات الجورجية تداريب عسكرية مشتركة مع 1000 من القوات الأمريكية في عملية أطلق عليها اسم "الرد السريع 2008". الحقيقة هي أن مسألة أوسيتيا الجنوبية وحقوق الأوسيتيين الجنوبيين ليست بالنسبة للكريملين سوى مسألة ثانوية.

إن واقع امتداد خطر الحرب إلى أبعد من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا يؤكد أيضا أن هدف حكام روسيا لم يكن الدفاع عن شعب أوسيتيا كما يزعمون، بل إنهم يريدون توجيه ضربة لجورجيا وتقويض استقرارها ككيان مستقل، من أجل فرض تغيير النظام في تبليسي. تبين الخرائط الواردة أدناه مناطق القتال والقصف الروسي. لن تجد مسألة العلاقات السلمية في القوقاز حلا لها من خلال تواجد أي عدد من الجنود في المنطقة. أعلن بوتين أنه لن يتم إلحاق أوسيتيا الجنوبية بجورجيا. من الواضح أيضا أن أوسيتيا الجنوبية أصغر من أن تشكل دولة مستقلة قادرة على البقاء، وأن أي إعلان للاستقلال القومي سيشكل خطوة نحو إلحاقها بالفدرالية الروسية.

تشكل الإمبريالية والرأسمالية جزءا من المشكلة، وليس حلا لها. فمن غير الممكن بكل بساطة حل المسألة القومية في ظل الرأسمالية. لا نقول هذا انطلاقا من دوافع إيديولوجية، بل انطلاقا من أسباب مادية جدا. وصف لينين المسألة القومية باعتبارها مسألة خبز. الطريقة الوحيدة لحلها تمر عبر تطوير قوى الإنتاج. ولا يمكن تحقيق هذا سوى بتحرير القوميات المضطهَدة من التدخل الإمبريالي ولا يمكن تطويرها سوى من خلال مصادرة ملكية الشركات الإمبريالية وشركات الأوليغارشيين المحليين والتخطيط المتناغم لقوى الإنتاج في ظل الرقابة والتسيير العمالي الديمقراطي.

كيف يمكن حل مسألة عودة جميع اللاجئين في ظل الرأسمالية؟ إذا ما نظرنا إلى المسألة في ظل الرأسمالية لن يعني ذلك سوى ارتفاع التنافس للحصول على الثروات القليلة ومناصب الشغل والمسكن والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات. سوف يؤدي ذلك إلى المزيد من احتداد التوترات على خلفية قومية ودينية. استقلال أوسيتيا الجنوبية أو إلحاقها بالفدرالية الروسية سوف ينتهي بالتأكيد بعمليات تصفية عرقية ضد الأقلية الجورجية في أوسيتيا الجنوبية، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى مفاقمة استياء الجماهير الجورجية والتحضير للمزيد من الاضطراب والحروب.

تعقد المسألة القومية في القوقاز

شكل القوقاز منذ آلاف السنين ملتقى لمختلف الشعوب واللغات والديانات. أي منظور مبني على الفصل المادي بين الشعوب المختلفة كـ "حل" للمسألة القومية هو جنون رجعي.

فلننظر على سبيل المثال إلى أوسيتيا الشمالية اليوم وكذا إلى غيرها من الجمهوريات القومية في القوقاز. فمع انهيار الاتحاد السوفييتي دخل الأوسيتيون الشماليون، الذين كانوا مواطنين روس، في صراع ضد جيرانهم الأنغوش، الذين كانوا بدورهم مواطنين روس. كانت هذه الحرب نتيجة مأساوية لسياسات ستالين الكارثية فيما يخص المسألة القومية. حيث تم تهجير مئات آلاف الأنغوش (والشيشان أيضا) بناء على أوامره سنوات الأربعينات (انظر مقال تيد غرانت: Stalin Liquidates Two Republics).

لم تتم إعادة أغلب أراضي الشعب الأنغوشي إليه. ولا يزال آلاف الأنغوش يعيشون في ظل ظروف بدائية في مخيمات اللاجئين. إن احتمال وقوع أحداث عنف في أية لحظة هو ما يفسر لماذا اختار الإرهابيون مدينة بيسلان، في أوسيتيا الشمالية، من أجل شن هجومهم الإرهابي المروع على مدرسة يوم 01 شتنبر 2004. فقد أرادوا أن يجعلوا الأوسيتيين يعتقدون أن الإرهابيين ينتمون إلى الأنغوش ويثيروا حربا أهلية جديدة، كان من الممكن أن تندلع سنة 2004 ولا يزال من الممكن أن تحدث في المستقبل. إلا أن الأوسيتيين الذين انتقلوا إلى تلك الأراضي واشتغلوا فيها طيلة جيلين أو ثلاثة أجيال، والذين ليس لهم أيضا أي مكان آخر يذهبون إليه، لديهم بدورهم حقوق يجب أن تؤخذ يعين الاعتبار. هذه مسألة معقدة وحساسة.

فلنعد إلى لينين!

في في كتابه Russia - From revolution to counterrevolution، الذي كتبه سنة 1996، لخص تيد غرانت مقاربة لينين والبلاشفة للمسألة القومية وهو ما يستحق منا أن نستشهد به:

« كانت روسيا القيصرية سجنا للشعوب. وقد كانت مقاربة البلاشفة للمسألة القومية واحدة من الأسباب الرئيسية لنجاح الثورة البلشفية. أدرك لينين أن الطريق الوحيد لبناء فدرالية اشتراكية هو تحقيق المساواة التامة للأقليات القومية التي تشكل روسيا. لا يمكن أن يكون هناك إكراه من طرف أمة لأمة أخرى. لا يمكن إقامة جمهورية اشتراكية إلا على أساس طوعي، كاتحاد طوعي للقوميات. ونتيجة لذلك تم جعل حق الشعوب في تقرير مصيرها، بما في ذلك الحق في الانفصال، شعارا للحزب وللجمهورية السوفييتية الفتية.

دافع لينين عن وحدة شعوب الإمبراطورية القيصرية السابقة، لكن يجب أن تكون وحدة طوعية. هذا هو السبب الذي جعله يؤكد منذ البداية على الحق في تقرير المصير. من الخطأ اعتبار هذه الفكرة، التي كثيرا ما يساء تفسيرها، وكأنها دعوة إلى الانفصال. لم يكن البلاشفة يدعون إلى الانفصال، لكنهم دافعوا عن توسيع نطاق حق القوميات في تقرير مصيرها إلى أبعد الحدود، بما في ذلك الانفصال. لا أحد يمتلك الحق في إجبار شعب ما على العيش في ظل دولة ما ضدا على رغبة الأغلبية فيه. لكن الدفاع عن الحق في تقرير المصير لا يعني المطالبة بالانفصال، كما لا يعني الدفاع عن الحق في الطلاق المطالبة بأن يتم تطليق جميع الأزواج، ولا يعني الحق في الإجهاض أنه يجب على جميع الحوامل أن يسقطن حملهن.»

لكن من المهم أيضا الإشارة إلى أن:

 « الحق في تقرير المصير كان جزءا هاما من برنامج لينين، حيث بين بوضوح للعمال والفلاحين المضطهَدين (لاسيما للأخيرين) في بولندا وجورجيا ولاتيفيا وأوكرانيا أن العمال الروس ليس لديهم أية مصلحة في اضطهادهم وأنهم سيدافعون بحزم عن حقهم في تقرير مصيرهم. لكن هذا لم يشكل سوى نصف برنامج لينين فيما يخص المسألة القومية. ويكتسي النصف الآخر [لهذا البرنامج] نفس الأهمية، وهو ضرورة دعم وحدة البروليتاريا رغم جميع الاختلافات القومية أو اللغوية أو الدينية. وفيما يتعلق بالحزب البلشفي فقد عارض لينين دائما أية نزعة نحو تقسيم الحزب (والحركة العمالية عموما) على أسس قومية.»

كان لينين يعارض أي مظهر من مظاهر شوفينية روسيا العظمى. كتب في رسالة إلى كامينيف: « إني أعلن حربا حتى الموت ضد شوفينية روسيا العظمى»، وقد اعتبر هذه المسألة هامة جدا إلى حد قطع علاقته نهائيا مع ستالين، عندما كان في المرحلة النهائية للمرض، بسبب الممارسة المخزية التي قام بها دزردجنسكي ضد معارضة الشيوعيين الجورجيين لمخططاتهما. وكما شرح تيد غرانت:

« بعد الثورة تمنى لينين أن يتحقق اتحاد طوعي وأخوي بين شعوب الإمبراطورية القيصرية السابقة، في ظل فدرالية سوفييتية. ومن أجل هذا دعا إلى معاملة القوميات بأشد ما يمكن من الحساسية. كان يجب اجتثاث أي مظهر من مظاهر شوفينية روسيا العظمى. بعد ثورة أكتوبر اختفى في الواقع مصطلح "روسيا" لبعض الوقت من الوثائق الرسمية. كان الاسم الرسمي لبلد ثورة أكتوبر هو ببساطة: دولة العمال».

تعتبر مقاربة لينين بوصلة لتحديد مخرج من هذا الكابوس، في القوقاز وفي بقية بلدان الاتحاد السوفييتي السابق.

من أجل ثورة أكتوبر أخرى

تسمم الصراع الطبقي في جميع هذه البلدان، بدءا من روسيا، بالمسألة القومية. لن يستفيد العمال الروس أي شيء من الحرب في جورجيا ماعدا تشجيع بوتين ومنظمات النازيين الجدد، الذين سوف يشنون في المستقبل عمليات عنف ضد العمال والشباب في القوقاز وضد العمال الروس ومنظماتهم. وحدهم الماركسيون من يمكنهم طرح برنامج ومنظور لمعالجة جراح المسألة القومية، قائم على أساس الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة وإقامة فدرالية اشتراكية لدول الاتحاد السوفييتي السابق وعلى الصعيد الأممي.

قد يبدو البديل الاشتراكي صعبا وبعيد المنال. لكنه تحقق فعلا في الماضي بفضل ثورة أكتوبر. إنها تشكل عامل إلهام للنضال ضد الرأسمالية والإمبريالية والنزعة القومية اليوم. أما الرأسمالية فإنها الرعب بدون نهاية.

إن أعداء الطبقة العاملة الروسية اليوم هم حكامهم الرأسماليون الجدد. يبدو هذا جليا في العداء الكبير اتجاه الرأسماليين. المزاج السائد بين العمال [في روسيا] ليس مختلفا عن مثيله في غيرها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، بما في ذلك جورجيا، حيث نشهد تقاطبا طبقيا حادا وقد وعدت الأوليغارشيات الحاكمة، من قبيل كاخا بينكيدز (Kakha Benkuidze) الذي راكم ملايير الدولارات بفضل خصخصة صناعة الصلب في الأورال ليصير بالتالي وزيرا في حكومة ساكاشفيلي، بخصخصة كل شيء.

وقد شهدت جورجيا مؤخرا رد فعل من طرف الجماهير ضد الأوليغارشيين، مع اندلاع احتجاجات جماهيرية في تبليسي خلال أواخر السنة الماضية، وهي الاحتجاجات التي تعرضت لقمع عنيف من جانب الدولة الجورجية. في الوقت الحاضر ستعرف جورجيا حالة من الغموض والصدمة بسبب الحرب، والغضب اتجاه روسيا. لكن الصراع الطبقي سينبعث من الهستيريا. الديماغوجيا القومية عند ساكاشفيلي مؤشر على ضعفه. إذ ليس لديه بدونها أية قاعدة دعم ثابتة. ليس لدا العمال أي بديل ما عدا المقاومة.

في الواقع ليست الحروب التي تمزق الكوكب مجرد مؤشر على الرجعية، إنها مؤشر كذلك على أزمة النظام الرأسمالي على الصعيد العالمي. لا تعني العولمة فقط الإمبريالية كواقع اقتصادي وعسكري، بل هي أيضا عولمة أزمة الرأسمالية وانفتاح الإمكانية أمام العمال من أجل النضال ضد الرأسمالية في جميع البلدان. لو أن لينين تحدث إلى عمال اليوم لبدأ بشرح الأزمة العالمية للرأسمالية ووضح بشكل ملموس منظورات الثورة العالمية، التي بدأت فعلا في أمريكا اللاتينية، والتي بدأت تجد صدى لها في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط.

لكن وكما كان لينين سيؤكد ليس هناك أمريكا واحدة بل اثنتان: هناك أمريكا الرأسماليين وأمريكا العمال، كما سبق له أن شرح في كل مرة أنه ليس هناك روسيا واحدة بل اثنتان. لم يسبق للامساواة أن وصلت المستويات العالية التي وصلت إليها في الوقت الحالي. تضم منطقة ريبليوفكا القريبة من موسكو عددا من أصحاب الملايير في الكيلومتر المربع أكثر من أي مكان آخر في العالم، كما أن البرلمان الروسي (الدوما) يضم عددا من أصحاب الملايير أكثر من أي برلمان آخر في العالم. في الواقع يعيش هؤلاء الناس الفاحشي الثراء في روسيا أخرى، تحت حماية خاصة من طرف البوليس، وعندما يتنقلون على الطرقات يتم إيقاف حركة المرور لكي تمر مواكبهم. ليس لديهم أي اتصال مع الروس العاديين، الذين تتراجع مداخيلهم بسبب التضخم، أو بسبب الاقتطاعات من طرف أرباب العمل الجشعين. كما كان الحال بالنسبة لعمال مناجم سيفرورالسك.

لقد بدأ عمال روسيا في التحرك بعد مرور عقدين من الهجمات المستمرة على مستويات عيشهم. يمكن لهذا أن يتوقف مؤقتا بسبب الهيجان الناتج عن الانتصار العسكري الروسي. لكن سياسة الكريملين الخارجية لا تحمل أي شيء تقدمي لعمال روسيا، الذين لا يمتلكون أي خيار آخر ماعدا النضال ضد أسيادهم الرأسماليين في الداخل والخارج.

ليس هناك من مخرج للعمال الروس والجورجيين ماعدا توحيد قواهم معا في النضال ضد التدخل الإمبريالي وضد مستغليهم. التراث الوحيد القادر على توحيد جميع العمال بغض النظر عن قومياتهم ولغاتهم وألوان بشرتهم ودياناتهم هو التراث البلشفي وتراث ثورة أكتوبر.

عاش التضامن العمالي!

من أجل ثورة أكتوبر أخرى!

من أجل فدرالية اشتراكية لمنطقة القوقاز وأمميا!

Source: Marxy.com